اتُفق على تبادل الأسرى والهدنة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 15 يناير 2025 لإنهاء الحرب الفلسطينية الإسرائيلية، ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في 19 يناير. صيغ المقترح أولاً بواسطة وسطاء من الولايات المتحدة ومصر وقطر، وقبلته حماس في 5 مايو 2024، وقدمه الرئيس الأمريكي حينها جو بايدن في 31 مايو.[1] بحلول يناير 2025، وافق الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني على مقترح مماثل. يتضمن المقترح ثلاث مراحل تبدأ بوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، والإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل بعض الأسرى الفلسطينيين، ثم وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من غزة، وعملية إعمار تستمر من 3 إلى 5 سنوات.
في المرحلة الأولى، تطلق حماس 33 إسرائيليًا (معظمهم من النساء)، مقابل إطلاق إسرائيل 30-50 فلسطينيًا (بدءًا بالنساء والأطفال) عن كل إسرائيلي. خلال هذه المرحلة، يتوجب على إسرائيل السماح بكميات “كافية” من المساعدات الإنسانية، وعودة النازحين الفلسطينيين إلى منازلهم، وبدء انسحاب تدريجي من قطاع غزة.[2] أثناء المرحلة الأولى، تبدأ المفاوضات لوقف دائم للأعمال العدائية. في المرحلة الثانية، تقبل إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار وتطلق حماس الأسرى الذكور المتبقين (مدنيين وعسكريين) مقابل إطلاق إسرائيل سراح الأسرى الفلسطينيين.[2] في المرحلة الثالثة، ستفرج حماس عن جثث الأسرى المتوفين. وفق مقترح 5 مايو، تلتزم إسرائيل برفع الحصار عن غزة،[2][3] لكن هذا البند لم يذكر في مقترح 31 مايو.[4]
قبلت حماس الصفقة في 5 مايو، وفي 10 يونيو أيد مجلس الأمن الدولي المقترح كـالقرار 2735.[5][6] لاحقًا في 2024، اتُهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعرقلة الصفقة،[7][8] بينما اتهم مسؤولون أمريكيون حماس بالمماطلة.[9][10] بعد انتخابه، ضغط دونالد ترامب على الجانب الإسرائيلي لقبول الصفقة،[11][12] بينما نال فريق بايدن أيضًا نصيبًا من الفضل.[13][14] في 17 يناير 2025، أقرت لجنة الأمن الوزارية الإسرائيلية ثم الحكومة بأكملها الصفقة، ووقعها المفاوضون.[15][16][17]
شهدت الصفقة ثماني جولات من تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس. منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وُجهت اتهامات مستمرة لإسرائيل بانتهاكه، من خلال قتل الفلسطينيين بشكل شبه يومي وعرقلة وصول المساعدات منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. من جانبها، اتهمت إسرائيل حماس بانتهاك الصفقة عبر التأخير في تقديم أسماء الأسرى.[18] وفي الليلة الواقعة بين 26 و27 كانون الثاني/يناير، أرسلت حماس القائمة إلى إسرائيل.[19][20]
في 10 فبراير، أعلنت حماس تعليق إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، مشيرة إلى انتهاكات إسرائيلية، مما أدى إلى تهديدات من الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ردًا على ذلك.[21][22][23][24]
في 13 فبراير، ألغت حماس تعليق تبادل الأسرى، مشيرة إلى أن الوسطاء المصريين والقطريين سيشرفون على الجوانب الإنسانية لاتفاق الهدنة، وفي 15 فبراير أطلقت حماس سراح الأسرى الإسرائيليين كما تم الاتفاق عليه.[25][26][27]
في 21 فبراير، أعادت حماس إلى إسرائيل جثمان شيري بيباس، بعد أن سلمت جثمانًا خاطئًا في اليوم السابق.[28] في 22 فبراير 2025، أطلقت حماس سراح ستة أسرى أحياء وفقًا لما تم الاتفاق عليه، لكن إسرائيل رفضت الإفراج عن 620 أسيرًا فلسطينيًا، وأعلنت تأجيلًا غير محدد للإفراج، متهمة حماس بانتهاك الصفقة مرارًا.[29] وأيد البيت الأبيض قرار إسرائيل تأجيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.[30][31]
في 25 فبراير، توصلت إسرائيل وحماس إلى اتفاق لتبادل جثث الأسرى الإسرائيليين الذين تم الاتفاق على تسليمهم خلال المرحلة الأولى مقابل إطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين دون مراسم علنية.[32]
في 1 مارس، وهو اليوم الذي كان من المقرر أن تنتهي فيه المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، رفضت حماس اقتراحًا إسرائيليًا بتمديد المرحلة وإطلاق المزيد من الأسرى. وأكدت حماس أن المرحلة الثانية يجب أن تمضي كما تم الاتفاق عليها في الأصل.[33]
صرح مكتب نتنياهو بأن إسرائيل وافقت على خطة أمريكية لتمديد الهدنة في غزة خلال فترتي رمضان وعيد الفصح. وبموجب هذه الخطة، سيتم إطلاق نصف الأسرى الأحياء والأموات في اليوم الأول من الهدنة الممتدة، وسيتم إطلاق بقية الأسرى في نهاية الفترة إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم. وذكرت المصادر أن الاتفاق الأولي سمح لإسرائيل باستئناف الحرب في أي لحظة بعد 1 مارس إذا اعتبرت المفاوضات غير فعالة.[34][35]
بعد رفض حماس تمديد وقف إطلاق النار وفقًا للخطة الأمريكية، أوقفت إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة في اليوم التالي، 2 مارس.[36][37]
أدان الوسطاء مصر وقطر، بالإضافة إلى الأمم المتحدة، الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية، معتبرين أنه انتهاك لوقف إطلاق النار، والذي نص على أن المرحلة الأولى سيتم تمديدها تلقائيًا طالما أن مفاوضات المرحلة الثانية مستمرة.[38][39][40]
في فجر يوم الثلاثاء 18 مارس 2025، شنَّت إسرائيل هجوماً جويًّا واسعاً على جميع أنحاء قطاع غزة، معلنةً بذلك انهيار وقف إطلاق النار قبل التوصل للمرحلة الثانية، واستئناف العدوان على غزة، وشنَّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي عدواناً واسع النطاق أسفر عن استشهاد أكثر من 300 فلسطيني وجرح المئات في أول ثلاث ساعات.
إرسال التعليق